غير مصنفمقالات

ماذا تريد إسرائيل من الدروز في سوريا؟

تعتبر الطائفة الدرزية واحدة من الأوراق التي تستغلها إسرائيل للتدخل في الشأن السوري؛ وتعتمد في ذلك على الروابط الوثيقة، وأواصر القرابة التي تجمع بين أبناء الطائفة في سوريا ونظيرتها في إسرائيل، وتتيح لها الادعاء بأنها تتحرك لحماية أبناء الطائفة من أي اضطهاد قد يتعرضون له من النظام السوري الحالي.

الدروز في سوريا والكيان الصهيوني

يشكل الدروز في سوريا نحو 3 بالمئة من سكان سوريا قبل الحرب، أو ما يقدر بـ 700 ألف نسمة، وتتركز غالبيتهم في محافظة السويداء، وبعض مناطق ريف دمشق. وهؤلاء ظلوا إلى حد كبير على الهامش في الحرب الأهلية التي اندلعت عقب سلوك النظام السوري أسلوبًا وحشيًّا في القضاء على الثورة السورية التي انطلقت عام 2011م، بمعنى أن أغلب شيوخ الطائفة ووجهائها كانوا يركزون على مصالح الطائفة، كما أن القوات الدرزية كانت تعطي الأولوية للدفاع عن مناطقها[1]. وإن لم يمنع ذلك من وجود فصائل درزية لم تتوان عن مواجهة النظام؛ مثل حركة “رجال الكرامة”، في نفس الوقت الذي ارتبطت فيه مجموعات أخرى بمخابرات نظام الأسد[2].

أما في دولة الاحتلال، فيبلغ تعداد الدروز ما يقارب 160 ألفًا، أي ما يمثل نسبة 1.6 بالمئة من إجمالي سكان الكيان الصهيوني؛ وهم يتركزون في عدة بلدات يشكلون فيها أغلبية؛ أهمها: دالية الكرمل الواقعة إلى الجنوب الشرقي من مدينة حيفا؛ والتي يعيش فيها حوالي 17.6 ألف درزي، وبلدة يركا الواقعة على السفوح الغربية للجليل الأعلى، ويعيش فيها 17.5 ألفًا من الطائفة الدرزية[3]، وبلدة المغار في منطقة الجليل الأسفل، ويقدر عدد الدروز فيها بـ 13.6 ألفًا، وبلدة بيت جَن في الجليل الأعلى ويقدر الدروز فيها بـ 12.4 ألفًا، وبلدة مجدل شمس في الجولان المحتل ويبلغ عدد الدروز فيها 11.5 ألفا[4].

وتنبغي الإشارة إلى أنه بينما يحمل أغلب الدروز الذين يعيشون في الكيان الصهيوني الجنسية الإسرائيلية ويخدمون في الجيش، لا يحمل أغلب الدروز في الجولان المحتل، المقدر عددهم بـ 23 ألف نسمة، الجنسية الإسرائيلية، ويعتبرون أنفسهم سوريّين.

وتشير مواقع إسرائيلية إلى أن خدمة الدروز في الجيش الصهيوني تعود إلى عام 1936م، أي قبل إعلان الكيان الصهيوني؛ حيث ساعد رجال مدينة عِسفيا ودالية الكرمل العصابات الصهيونية ضد العرب، وخصوصًا في مجال توفير المعلومات الاستخبارية. غير أن خدمتهم الرسمية في الجيش بدأت بناءً على طلب قدموه لرئيس الوزراء دافيد بن جوريون، حيث أُقِر قانون يقضي بتجنيد الدروز بدءًا من عام 1956م. وفي منتصف سبعينيات القرن الماضي أصبحت الخدمة في سلاح الاستخبارات متاحة لهم. وتشير الأرقام الإسرائيلية إلى أن أكثر من 80 بالمئة من الرجال الدروز التحقوا بالخدمة في الجيش الصهيوني، وأن الخيار أصبح متاحًا للنساء الدرزيات للالتحاق بالخدمة العسكرية بدءًا من عام 2005م[5].

كما يشارك الدروز في الحياة السياسية الإسرائيلية، وقد يتبوأ بعضهم مناصب عليا في الدولة؛ ومن أبرز الشخصيات الدرزية في هذا السياق: صالح طريف؛ وهو أول درزي يعين وزيرًا في حكومة إسرائيلية (وزير بلا حقيبة 2001م، في حكومة أريئيل شارون)، وكان عضوًا في حزب العمل. وشكيب شنان وكان عضو كنيست عن حزب العمل بين عامي 2001  و2009م. وأيوب قرّا؛ وهو عضو كنيست منذ عام 1999م عن حزب الليكود، وشغل مناصب وزارية عدة، آخرها وزير الاتصالات بين عامي 2017 و2019م. وحمد عمار وهو عضو كنيست حالي عن حزب إسرائيل بيتنا. ومفيد مرعي؛ وهو عضو كنيست سابق بين عامي 2021 و2022م عن حزب أزرق أبيض.

هذه المشاركة السياسية، علاوة على مشاركة الدروز في الجيش الإسرائيلي تتيح للدروز الإسرائيليّين الضغط على الدولة، خصوصًا عندما تريد الحكومة توظيف ورقة الدروز للتدخل في الشأن السوري.

العامل الطائفي

والحقيقة أننا ولكي نفهم موقف الدروز من النظام السوري ينبغي عدم تنحية العامل الطائفي جانبًا، إذ أن هذا العامل هو الذي يحدد مجرى الأحداث بدرجة أساسية؛ فمِن الواضح أن الانتماء الطائفي لدى غالبية الدروز أكبر كثيرًا من الانتماء للدولة؛ وهي حالة تغلب على الأقليات في العالم عمومًا، وفي العالم العربي بشكل أخص؛ فقد أدت حالة الضعف التي يمر بها العالمان العربي والإسلامي إلى ارتباط الأقليات، العرقية أو الدينية، بقوى خارجية قوية لتوفير الحماية لها أمام أي خطر داخلي. وهذا عادةً ما يؤدي إلى تغليب مصلحة الأقلية على المصلحة الوطنية في كثير من الأحيان.

وبالنسبة للدروز؛ فإن هذا الأمر، وإن كان لا ينطبق عليهم جميعًا بالطبع، ليس مقصورًا على الطائفة في سوريا فقط، بل في إسرائيل أيضًا؛ وقد عرض الصحافي في يسرائيل هايوم، دافيد فارتس، بعض استطلاعات الرأي تؤكد هذا الأمر؛ إذ أظهرت الاستطلاعات أن نسبة 65.5 بالمئة من دروز إسرائيل يقدمون الهوية الدرزية على الهوية الإسرائيلية، وأن (18.5 بالمئة فقط) يفعلون العكس، ولذلك فإن النسبة نفسها تقريبًا من دروز إسرائيل (66.2 بالمئة) ترى أن على إسرائيل أن تقدم المساعدة للدروز في سوريا، مع انقسام بين مَن يتحدث عن مساعدات إنسانية (42.6 بالمئة) ومَن يطالب بالتدخل العسكري (23.6 بالمئة)[6].

وقد لمس هذا الرابط الطائفي في الأحداث الأخيرة التي وقعت في الفترة (29 – 2 مايو 2025م)؛ كما لمس قبلها بأيام، حين سمحت إسرائيل بمرور 650 من رجال الدين الدروز السوريّين إلى إسرائيل، لحضور عيد النبي شعيب، وهو أهم الأعياد الدرزية إلى جانب عيد الأضحى، ويقام سنويًّا بين أيام 25 – 28 أبريل في منطقة حطين القريبة من بحيرة طبرية[7].

التدخل الإسرائيلي في سوريا عبر بوابة الدروز

ثمة توجه عام في مراكز الأبحاث وفي الصحافة الإسرائيلية نحو ضرورة الوقوف إلى جانب الدروز في مواجهة النظام السوري الحاكم. ويرى أصحاب هذا التوجه أن إسرائيل ملزمة بعدم التخلي عن الدروز في ظل ما يشعرون به من تهديد، وتخوف من تطبيق الشريعة الإسلامية، مما قد يضر بحريتهم الدينية، خصوصًا وأن هناك تحالفًا عقد بالدم بين اليهود والدروز الذين يخدمون في المؤسسات العسكرية الإسرائيلية ويعرضون حياتهم للخطر كل يوم من أجل أمن إسرائيل. ومن ثم يجب على إسرائيل أن تظهر أن لدى الدروز في سوريا بوليصة تأمين، وأن شركة التأمين الملزمة بها هي الجيش الإسرائيلي، وبناءً على ذلك ينبغي ألا تكتفي الحكومة الإسرائيلية بحماية الدروز هناك، بل أن تسمح أيضًا بانتقال الراغبين منهم إلى إسرائيل والعيش فيها[8].

وتسعى إسرائيل بكل السبل، منذ سقوط نظام الأسد، للتدخل في الشأن السوري، وتستخدم الدروز بوابة عبور لتنفيذ أهدافها، مستغلة تركز الوجود الدرزي في سوريا في الأجزاء الجنوبية المجاورة لفلسطين المحتلة؛ وخلال فترة التوترات (29 أبريل – 2 مايو) بين القوات التابعة للنظام والدروز التي شهدتها محافظة السويداء، وبعض مناطق ريف دمشق، جرمانا وصحنايا، قامت إسرائيل بشن غارات جوية ضد قوات الأمن السوري، ووصل الأمر إلى قصفها محيط القصر الرئاسي في دمشق، وسمحت بانتقال عشرات المصابين الدروز لتلقي العلاج في مستشفيات صفد في شمال فلسطين المحتلة، إثر المواجهات التي صاحبت هذه التوترات[9]. وهي هجمات تأتي بعد تهديدات إسرائيلية متكررة منذ سقوط نظام الأسد، حذر فيها نتنياهو ووزير حربه، يسرائيل كاتس، النظام السوري من المساس بالدروز السوريين، واعتبارهم تحت الحماية الإسرائيلية. يضاف إلى ذلك ما ناقشته مراكز الدراسات الإسرائيلية حول تعزيز الاتصال الإسرائيلي مع الدروز السوريّين ممن لديهم مواقف إيجابية تجاه إسرائيل، وما قد يرتبط بذلك من أن تصبح المناطق التي تسكنها غالبية درزية في الجنوب السوري مناطق نفوذ إسرائيلي[10].

ويلعب غالبية الدروز الإسرائيليين دورًا مهمًا في إثارة الخلاف بين النظام والدروز في سوريا، ويركز الكُتَّاب ذوو الأصل الدرزي على هذه المسألة؛ من ذلك ما كتبته الصحافية الدرزية في صحيفة هآرتس، شيرين فلاح صعب، تحث حكومتها على التدخل لحماية دروز سوريا في مواجهة “الجهاديّين” الذين يعملون مع نظام الشرع ويرتكبون المجازر بحق الدروز[11]. في السياق ذاته اعتادت الصحافية الدرزية في يديعوت أحرونوت، عيناب حلبي، منذ سقوط نظام الأسد، توظيف مقالاتها، وصفحاتها في وسائل التواصل الاجتماعي في مهاجمة النظام السوري الحالي أو ما تسميه “النظام الداعشي” في سوريا بسبب مواقفه “العدائية التي يريد بها تفكيك المجتمع الدرزي”[12].

ولا يقتصر الأمر على الكتاب، بل يمتد بالأساس إلى كثير من أبناء الطائفة الدرزية في إسرائيل ممن حرصوا على التظاهر مطالبين الحكومة الصهيونية بحماية الدروز في سوريا، حيث انطلقت المظاهرات من القرى الدرزية في الجليل والكرمل إلى شوارع قيسارية، والتظاهر أمام بيت رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو[13]. وتضمنت المظاهرات إغلاق طرق وإضرام النيران في الإطارات للمطالبة بالتدخل لحماية الدروز، علاوة على احتجاجات عبر عنها ضباط وجنود دروز يخدمون في الجيش الصهيوني بدعوى تراخي الحكومة في التعامل مع الرئيس أحمد الشرع في موضوع الدروز، وصولا إلى إرسال هؤلاء الجنود والضباط من قوات الاحتياط، من أبناء الطائفة، رسالة إلى نتنياهو عبّر فيها رئيس جمعية الجنود الدروز الأحرار بقوله “إن مئات المقاتلين الدروز مستعدون لإنقاذ إخوانهم، وتحمل المسؤولية عن ذلك مهما كلف الأمر”.

جدير بالذكر أن عددًا من الضباط والجنود الدروز الذي يخدمون في الجيش الإسرائيلي يخدمون حاليًّا في الأراضي السورية التي احتلتها إسرائيل مؤخرًا، ويقوم هؤلاء بالتنسيق بين القوات الصهيونية وعشرات الآلاف من السوريين في هذه المناطق[14].

وعلى عكس الاتفاق العام بشأن استخدام إسرائيل الدروز ورقة للتدخل في الشأن السوري، كان الإعلامي الدرزي فيصل القاسم كتب في منشور له نهاية أبريل الماضي[15]، نشرته صحيفة يسرائيل هايوم الصهيونية[16]، خلاصته أن إسرائيل تفضل التعامل مع طرف واحد في سوريا، وأن على المختلفين مع الحكومة السورية التفاوض معها، لأن الوضع مناسب للحصول على مطالبهم، وأنها، أي إسرائيل، غير قادرة على حماية هذا الطرف أو ذاك، خصوصًا بعد الضغط الأمريكي عليها بعدم التدخل في سوريا، والتنسيق مع الأتراك.

ورغم ما يترجح من صحة الموقف الأمريكي الضاغط على إسرائيل لوضع سقف لتدخلها في سوريا؛ فإن الأرجح أن أي استجابة إسرائيلية لهذه الضغوط سوف تكون مؤقتة. وعلى الأرجح فإن النجاح الذي حققته الحكومة السورية في إدارة هذه الأزمة؛ وتمثل في التفاهمات التي توصلت إليها مع زعماء الدروز، وتضمنت انتشار قوات الأمن العام في مناطق التوتر، وحصر امتلاك السلاح الثقيل على الدولة وحدها، وتعويض أهالي الضحايا، ومحاكمة المتورطين، ورفض التجييش الطائفي، ودمج شباب الطائفة ضمن صفوف قوات الأمن، هو نجاح مؤقت، ولا يستبعد أن يعود التوتر من جديد إلى الواجهة، في ظل وجود قيادات درزية في سوريا، يتقدمها الزعيم الروحي للطائفة، حكمت الهاجري، مستعدة لاستدعاء إسرائيل من أجل مصالح الطائفة، فضلًا عن موقف القيادات الدرزية في إسرائيل التي تحث الحكومة على التدخل بحجة حماية الدروز.

غير أن سعي بعض القيادات الدرزية لحث إسرائيل على التدخل لصالحهم في الداخل السوري، لا يعني بالضرورة استجابة إسرائيلية؛ فتبرير التدخل الإسرائيلي في سوريا بحماية الدروز، أمر مثار شك، خصوصًا حين تطالعنا نتائج استطلاع رأي الطائفة الدرزية في إسرائيل بتعرضهم للتمييز رغم ما يقدمونه للدولة، فقد عبَّرت غالبية أبنائها (58 بالمئة) عن تأثير قانون القومية سلبًا على شعورهم بالانتماء للدولة، وقناعة نسبة كبيرة منهم (80 بالمئة) بوجود فجوة في التزام الدولة تجاههم، واعتقاد (78  بالمئة) بسياسة التمييز التي تمارس بحق غير اليهود في دولة الاحتلال، وتأكيد (60 بالمئة) عدم تكافؤ الفرص بين الدروز واليهود[17].

يضاف إلى ذلك أن النظام السوري، في سعيه لتجاوز أي ترتيبات دولية أو إقليمية لتقسيم سوريا، أو تحويلها لمناطق نفوذ، يرسل رسائل طمأنة لواشنطن وبعض الدول الأوروبية، عبر القوى الإقليمية المؤثرة (السعودية وتركيا) لوقف التدخلات الإسرائيلية في سوريا، وهي رسائل ملموسة، ظهرت أخيرًا فيما تداولته وسائل إعلام عربية وعالمية عن اتصالات سورية إسرائيلية برعاية تركية بهدف خفض التصعيد، علاوة على ما تم تداوله من نقل أرشيف الجاسوس الإسرائيلي إيلي كوهين من سوريا إلى إسرائيل بمبادرة من النظام السوري، من أجل تهدئة التوتر وبناء الثقة مع الرئيس الأمريكي، وهو ما صاحبه تراجع في الهجمات الإسرائيلية في سوريا في الأسابيع الأخيرة.

ما سبق يعني أن الاهتمام الإسرائيلي بدروز سوريا، هو ورقة لعب يوظفها الإسرائيليون لمصلحتهم، قد تطفو على السطح، وتحظى بالاهتمام إذا لم تدرك إسرائيل مصلحتها بالسياسة وعبر الوسطاء، وقد يُحتفظ بها لاستخدامها عند الضرورة، لكنها في كل الحالات تظل ورقة لعب يمكن الاستفادة منها مستقبلًا.


[1] – Syria’s Druze: minority caught between Islamist government and Israel. Al-Monitor, Apr 30. 2025. https://tinyurl.com/ymqefalk

[2]  – فراس فحام: ماذا يريد الدروز في سوريا؟ الجزيرة نت 7 مايو 2025. https://tinyurl.com/yubtgbfg

[3]  – משה כהן: מקום המדינה, אוכלוסיית הדרוזים בישראל גדלה בצורה משמעותית, הנתונים המלאים. מעריב 17/04/2024. https://tinyurl.com/2ykmrazt

[4]  – האוכלוסיה הדרוזית בישראל. הלשכה המרכזית לסטטיסטיקה 17 באפריל 2024. עמ’ 3. https://tinyurl.com/2cbbepj3

[5]  – אפרים לפיד: תרומת החיילים הדרוזים לבטחון המדינה. Israel Defense 12/01/2017. https://tinyurl.com/yl95yxk8

[6]  – דוד פרץ: סקר הדרוזים הגדול, על ישראל לסייע לבני העדה בסוריה. ישראל היום 30/4/2025. https://tinyurl.com/yqcngka5

[7]  – עינב חלבי: משפחות מסוריה וישראל התאחדו בחג הקדוש לדרוזים “חלום שהתגשם”. ידיעות אחרונות 27.04.2025. https://tinyurl.com/ypyal4d6

[8]  – משה נסטלבאום: הגיעה העת, ישראל חייבת לבצע את הצעד הזה כלפי הדרוזים בסוריה. מעריב 7/05/2025. https://tinyurl.com/yu8wyqhe

[9]  – צה”ל: 10 סורים-דרוזים פונו לקבלת טיפול רפואי בישראל. סרוגים 6/05/25. https://tinyurl.com/yv3j4w43

[10] Carmit Valensi: A New Era in Syria: Winners, Losers, and Implications for Israel. INSS. January 12, 2025. https://tinyurl.com/25lrsuaj

[11]  – שירין פלאח סעב: “הגיהדיסטים שעובדים בחסות השלטון הורדים אותנו”, הדרוזים בסוריה חשים חסרי הגנה. הארץ 04 במאי 2025. https://tinyurl.com/yp7fubv9

[12] – https://tinyurl.com/yuashpq8

[13]  – بعد الاعتداءات على دروز سوريا: إسرائيل تشن هجوما في محيط القصر الرئاسي في دمشق. I24 ، 2 مايو 2025. https://tinyurl.com/yovwhdbw

[14]  – יואב זיתון ואחרים: חסימות ומדורות בצפון, מחאה מול בית רה”ם בקיסריה. חיילים דרוזים איימו: “נעצור את הטבח לבד”. ידיעות אחרונות 2/05/2025. https://tinyurl.com/yua4dfae

[15] – https://tinyurl.com/yw533ucr

[16]  – שחר קליימן, לילך שובל: הדרוזים בסוריה קוראים לעזרת ישראל – הרמטכ”ל באיום ישיר על המשטר. ישראל היום 30/4/2025. https://tinyurl.com/yototjmt

[17]  – דוד פרץ: שם

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى