نتنياهو من أكثر الشخصيات السياسية إثارة للجدل في تاريخ الكيان الصهيوني، وأطولها عمرا في رئاسة الوزراء، فقد تولى المنصب لأول مرة في 1996م، ولم يتركه إلا لسنوات معدودة. يصفه أتباعه بأنه “سيد الأمن” و”حامي إسرائيل”. وهو يفاخر بأن إسرائيل لم تعرف أبدًا وقتًا أكثر سلامًا وازدهارًا من السنوات التي قضاها في السلطة. وفي هذا المقال نقدم قراءة لشخصية نتنياهو والسمات المميزة له، وسياساته، وعلاقاته الإقليمية والدولية، وتعامله مع الصراع العربي الإسرائيلي، من خلال كتابين له، بينهما قرابة ثلاثة عقود، وهما: “نتنياهو، مكان بين الأمم: إسرائيل والعالم”، مكتبة بانتام، نيويورك، 1993م. “نتنياهو، بيبي: قصتي“، دار سيمون وشوستر، نيويورك، 2022م.
نتنياهو والعوامل المؤثرة على تكوينه وسياساته
جاء نتنياهو من عائلة متشبثة بالفكرة الصهيونية، وكرست نفسها للحركة الصهيونية: جده الحاخام ناثان ميليكوفسكي، ووالده المؤرخ بن تسيون نتنياهو. وقد عمل والده في التدريس في الولايات المتحدة، لذا قضى نتنياهو طفولته وفترة مراهقته في أمريكا. ودرس في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، متنقلًا بين خدمته العسكرية في وحدات النخبة في إسرائيل وتعليمه العالي في الولايات المتحدة. وكان والده ناشطًا صهيونيًّا ومعجبًا بفلاديمير جابوتنسكي، زعيم الصهاينة التصحيحيين والقوة الدافعة وراء إنشاء الفيلق اليهودي ومشاركته في الحرب العالمية الأولى. وفي ١٩٤٠م، وصل جابوتنسكي إلى نيويورك لجمع التبرعات للهجرة اليهودية إلى فلسطين. وعقب وفاته في أغسطس من ذلك العام، تولى والد نتنياهو زمام الأمور، وأصبح مديرًا للمنظمة الصهيونية الأمريكية الجديدة. وكان هذا الجو الداعم بقوة للصهيونية سببًا مهمًّا في الجذور الأيديولوجية والتأثيرات التي شكلت اعتقاد بنيامين نتنياهو بأن إسرائيل لا يمكن أن تحقق السلام إلا من خلال القوة. وتفسر أيضًا سر قوة علاقته مع الحزب الجمهوري أو كما قال: “لقد فعل والدي عام 1944م شيئًا غير مسبوق تقريبًا في الأوساط الصهيونية في ذلك الوقت. لقد ذهب إلى الجمهوريين لاعتقاده أن التأثير على الجمهوريين هو أفضل طريقة للتأثير على الديمقراطيين” وكانت النتيجة أن برنامج الحزب الجمهوري لعام 1944م تضمن دعمًا لإقامة دولة يهودية؛ وبعد أن وجد الحزب الديمقراطي نفسه في مأزق، بادر بأضافة البند الصهيوني إلى برنامجه الانتخابي”.
سمات نتنياهو وأساليبه في العمل
نتنياهو من أكثر الشخصيات تأثيرا في التاريخ اليهودي الحديث. لذلك، من المهم معرفة سماته الشخصية وأساليبه في التعامل وفك شيفرة شخصيته لنرى أي شيطان يقود إسرائيل والمنطقة إلى الخراب والدمار، ولنعرف جسامة الخطأ الذي يرتكبه القادة العرب عندما يثقون به ويصدقون وعوده وأكاذيبه، ويوقعون معه اتفاقيات السلام، ويسلمون إليه زمام المنطقة، والأدهى والأمر أن يكونوا أبواقًا داعية وداعمة له:
الانتهازية وتوظيف الأحداث لصالحه: قُتل شقيق نتنياهو الأكبر “يوناتان” في عملية تحرير طائرة إسرائيلية اختطفها فلسطينيون، ونُقلت إلى عنتيبي، أوغندا 1976م. وقد أشعل مقتله المسيرة السياسية لنتنياهو، الذي استغله وسيلة ليصبح شخصية عامة عبر شن معركة علنية ضد الإرهاب، ثم ليكون رئيس وزراء إسرائيل فيما بعد.
الغدر وعدم الوفاء: في أعقاب الأزمة بين نتنياهو وأوباما بسبب الاتفاق النووي مع إيران، قال له بايدن، نائب الرئيس آنذاك: “ليس لديك الكثير من الأصدقاء. أنا الصديق الوحيد لك”. وشكّل مع نتنياهو فريق عمل مؤلف من رون ديرمر، وممثل الولايات المتحدة في الشرق الأوسط دان شابيرو، وسفير إسرائيل لدى الولايات المتحدة، مايكل أورين. وكان جزاء بايدن في حملته الرئاسية لفترة ثانية، تلقيه لسهام النقد العنيف وتأييد نتنياهو لغريمه ترامب.
الكذب والافتراء وقلب الحقائق: يقول نتنياهو: “أولئك الذين يتهمون إسرائيل بالفصل العنصري، وخاصة المتطرفين في الجامعات الأمريكية، يتجاهلون عمدًا أن السلطة الفلسطينية هي التي تمارس الفصل العنصري. فهي لن تسمح ليهودي واحد بالعيش في أي دولة فلسطينية مستقبلية، وتجرّم بيع الممتلكات لليهود. ولم تكن هذه هي المرة الأولى وليست الأخيرة التي يحاول فيها الفلسطينيون إشعال حرب مقدسة بالأكاذيب حول الحرم القدسي. ويحاولون طمس الحقائق التاريخية من خلال تدمير القطع الأثرية التي تثبت وجود المعابد اليهودية”.
الابتزاز: يقول نتنياهو: “كان أوباما يعرف قوة الرأي العام الأمريكي. لذا، تسببت مناشداتي المستمرة للرأي العام الأمريكي خلال فترة ولايته في استياء كبير من جانبه دفعه إلى أن يكتب في مذكراته: إن الضجيج الذي دبّره نتنياهو حول الأرض الموعودة، كان المقصود منه وضعي في موقف دفاعي، وتذكيري بأن الخلافات السياسية العادية مع رئيس وزراء إسرائيلي، حتى لو كان يترأس حكومة ائتلافية هشة، تكون تكلفتها السياسية عالية”.
النرجسية وغرور القوة: يقول نتنياهو: “قصتي هي قصة إسرائيل، فقد منحتها القوة للدفاع في ساحات القتال. وكدبلوماسي قمت بصد الهجمات ضد شرعيتها في المحافل العالمية، وكوزير للمالية ورئيس للوزراء سعيت إلى مضاعفة قوتها الاقتصادية والسياسية بين الأمم. وبالفعل، أصبحت إسرائيل قصة نجاح دولية، وقوة في الابتكار والمشاريع والقوة، مما يمنحها مستقبلًا واعدًا. وأدت سياساتي إلى إبرام اتفاقيات إبراهام. وعندما سُئلت في مقابلة تلفزيونية عام 2011م كيف أتمنى أن يتذكرني الناس في حياتي؟ أجبت ببساطة: أنني ساعدت في تأمين حياة الدولة اليهودية ومستقبلها”.
كان هذا الغرور قبل أن تستيقظ إسرائيل على عملية “طوفان الأقصى” الذي شكل أكبر فشل استخباراتي وعسكري في تاريخها، وأثار لدى الكثير من الإسرائيليين ومؤيديها الكثير من الأسئلة عن مستقبلها وبقائها.
ركائز نتنياهو في العمل
في ضوء هذه السمات التي تقوم عليها شخصية نتنياهو، وتطبع تفكيره وتصرفاته، نستطيع أن نحدد من خلال كتابيه ركائزه وأدواته في العمل:
التواصل الفعال والإقناع والتأثير: يمتلك نتنياهو مهارة التواصل التي جعلته شخصية مألوفة لدى صانعي السياسات في الغرب. وكان جورج شولتز أحدهم. وقد أثمرت علاقته به في مكافحة الإرهاب الدولي. وطرح شولتز أفكار نتنياهو أمام ريغان، فشنت الولايات المتحدة أول حرب حقيقية على الإرهاب باستخدام هذه الأفكار، وخاصة ضرورة محاسبة الدول الداعمة للجهات الفاعلة غير الحكومية.
العمل وفق نظرية الضغط الجماهيري: إستراتيجية الضغط الجماهيري هي رؤية محورية لنتنياهو، والتي يُرجعها إلى مقال لجابوتنسكي نُشر عام ١٩٢٩م، باعتبار أن التأثير على الرأي العام لإحداث التغيير يتطلب حملةً شعبيةً “كرذاذ المطر المستمر على مرج إنجليزي أخضر”. و يرى أن والده هو “الممارس الأمثل لصيغة جابوتنسكي: التأثير على الحكومات من خلال الرأي العام لمناشدته تحقيق العدالة، والتأثير على القادة من خلال المصالح المتبادلة”. وتعد هذه النظرية بمثابة حجر رشيد لفك شيفرة عملية صنع القرار لديه طوال مسيرته السياسية.
تجاوز الأعراف الدبلوماسية: في 2015م، ودون الرجوع إلى أوباما، قَبِل نتنياهو دعوة الجمهوريين في مجلس النواب لإلقاء خطاب أمام جلسة مشتركة للكونغرس للتنديد بالاتفاق النووي الذي كان أوباما على وشك توقيعه مع إيران. وعلل نتنياهو ذلك بأنه واجه صعوبة في المضي قدمًا في الذهاب لإلقاء الخطاب؛ لكنه في النهاية اقتنع بأنه لا بد من اتخاذ موقف ضد اتفاق نووي قد يهدد بقاء إسرائيل.
توظيف اليهود الأمريكيين: حقق نتنياهو، عبر جاريد كوشنر زوج ابنة ترامب، ما لم يستطع تحقيقه من قبل مع أي رئيس أمريكي. فقد أبدى ترامب استعداده للانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران، ونقل السفارة الأمريكية إلى القدس. واعترف بسيادة إسرائيل على الجولان، وخالف نهج “فلسطين أولاً” الذي تبناه جيلٌ من المفاوضين الأمريكيين الذين أصرّوا على أن السلام يجب أن ينتظر تحقيق حل الدولتين. وتُمثّل اتفاقيات إبراهام التي أحدثت تغييرًا جذريًا في التطبيع العربي مع إسرائيل.
أطماع نتنياهو التوسعية
تقوم سياسة نتنياهو على استحالة أي تسوية بين إسرائيل والعرب، ناهيك عن احتمال استمرارها. ويدعي أنه بينما يتعامل الإسرائيليون مع حقائق ملموسة؛ فإن العرب يتعاملون مع خيالات مبالغ فيها. وهذا هو السبب الحقيقي وراء فشل محادثات السلام دائمًا. ومما يزيد المشكلة تعقيدًا في نظر نتنياهو أن العالم الخارجي يجهل هذه الحقائق، وأولها ضآلة حجم فلسطين/إسرائيل قياسًا إلى العالم العربي الذي يزيد عنها بخمسمائة ضعف. وهذا هو سبب جوهري لمشكلة إسرائيل الأمنية، ويكشف عن أطماعه التوسعية في الشرق الأوسط بما فيها الضم الكامل للضفة والقطاع والقدس، ومد المجال الحيوي لإسرائيل ليشمل الشرق الأوسط بأكمله، ومنع الدول العربية والإسلامية من امتلاك مصادر قوة تمثل تهديدًا للكيان، ويكشف أيضًا عن استحالة قيام دولة فلسطينية ولو كانت كيانًا مسخًا بلا سيادة ولا هوية.
نتنياهو وتزوير التاريخ
في تزوير فاضح للتاريخ، ركز نتنياهو على ما يسميه بالأكاذيب الكبرى!! وهو تزوير يكشف عن شخصيته، فهو يكذب كما يتنفس، ويلوي عنق الحقائق حتى يمكن أن نسميه “جوبلز إسرائيل والحركة الصهيونية”:
كذبة فلسطين وطن وشعب: يدعي نتنياهو أن العرب ليسوا هم ورثة فلسطينيي العصور القديمة، الذين اشتُقت منهم كلمة فلسطين، والذين كان تواجدهم في الشريط الساحلي الممتد من غزة إلى تل أبيب الحالية، وقد أُبيدوا أو استوعبهم الغزاة البابليون. أما مصطلح “فلسطين” فقد ابتكره الرومان بعد ثورة باركوخبا عام 135 ميلاديًّا، ليحل محل الاسم التاريخي “يهودا” لطمس هويتها اليهودية. وقد اعتمد رسامو الخرائط المسيحيون مصطلح فلسطين؛ بينما لم يستخدمه سكان المنطقة قط إلا في العصر الحديث!!
كذبة العرب أصحاب فلسطين: يدعي نتنياهو أن الوجود العربي في “يهودا”!! تحقق عن طريق الغزو والاحتلال في القرن السابع الميلادي، وحقق ما عجز عنه الرومان: اقتلاع المزارع اليهودي من أرضه. ولم يكن اليهود هم من اغتصبوا الأرض من العرب؛ بل العرب هم من اغتصبوها من اليهود!!
كذبة إسرائيل كيان استعماري: يقول نتنياهو إن أعداء إسرائيل يعتبرون إنشاءها شكل من أشكال الاستعمار، يشبه مملكة القدس الصليبية أو الإمبراطوريات الاستعمارية الأوروبية في العصر الحديث. ويعتبر أن التشابه الحقيقي لإسرائيل يكمن في إسبانيا، حيث طُرد الغزاة العرب تدريجيًا، واستعاد البلاد أصحابها الأصليون.
كذبة إسرائيل نتاج غزو فلسطين العربية: يقول نتنياهو: يدعي الفلسطينيون أن الغزو اليهودي لفلسطين بدأ في ١٨٨١م، التي كانت آنذاك أرضًا خضراء، يسكنها شعب عربي يمارس حياته وله ثقافته الأصيلة؛ بينما بحلول ١٨٨١م، كان عدد اليهود في القدس يفوق عدد العرب، واتفق جميع زوار البلاد في أوائل ومنتصف القرن التاسع عشر على وصفها بأنها ريف مهجور ينتظر التطوير. وقد جرت الهجرة العربية إلى المنطقة بالتوازي مع الاستيطان اليهودي، ونتيجةً له إلى حد كبير!!
كذبة وجود إسرائيل يتعارض مع حقوق العرب وازدهارهم: يقول نتنياهو: يُجمع العرب على أن وجود إسرائيل يتعارض مع حقوقهم وازدهارهم. ويدعي أن “الإرهاب العربي” يهدف إلى بثّ الخوف في نفوس السكان العرب بدلًا من اليهود. لذا، ليس من الممكن أبدًا التوصل إلى قرار عربي ديمقراطي بشأن كيفية إيجاد تسوية سلمية.
كذبة إسرائيل سبب التوتر والحرب في الشرق الأوسط: يقول نتنياهو: العكس هو الصحيح، فإسرائيل هي “صانع السلام المناضل”!!، فالغزو العراقي للكويت كان عملًا عدوانيًّا من دولة عربية على أخرى وأخطر زعزعة للسلام في الشرق الأوسط منذ الحرب العالمية الثانية. وهذا يثبت أن السبب الرئيس للتوتر ليس إسرائيل؛ وإنما التنافس العربي.
كذبة إسرائيل المصدر المباشر للعدوان: يقول نتنياهو: هناك كذبة أخرى، وهي أن إسرائيل هي المصدر المباشر للعدوان. ولذلك يقبل العديد من اليهود الأمريكيين، وحتى الإسرائيليين، الادعاء العربي بأن على إسرائيل إخلاء الضفة الغربية من اليهود وإعادتها إلى الفلسطينيين متناسين ما لحق باليهود في تأمينها.
كذبة العرب غير قادرين على الديمقراطية: يقول نتنياهو: تدفع هذه الكذبة الحكومات الغربية إلى التسامح مع أشرس الديكتاتوريات العربية، على أساس أنها أفضل من الفوضى وعدم الاستقرار، رغم أن الطبيعة الديكتاتورية للأنظمة العربية هي ما يُنتج حربًا بين العرب واعتداءات على إسرائيل. وفي المقابل، سيُسهم نمو الديمقراطية العربية إسهامًا كبيرًا في تحقيق السلام في الشرق الأوسط، والتوصل إلى حل نهائي يرضي الطرفين.
كذبة القوة الإسرائيلية: رغم التدريب والجاهزية العالية للقوات الإسرائيلية، واستخدامها الفعال لأسلحتها، فإن معطيات الجغرافيا والاقتصاد تجعل إسرائيل وأمنها عرضة للخطر بشكل كبير. لذلك، لو لم تحتفظ إسرائيل بما يسمى “الأراضي المحتلة”، لكانت حرب ١٩٧٣م قد قضت عليها. لذا، وبعيدًا عن الاعتماد على أي قوة، يجب على إسرائيل أن تحافظ على هذه الأراضي التي تمثل “الجدار” الذي يحميها، وهذا هو السلام الذي يُمكنها قبوله.
كذبة التهديد الديموغرافي: في إسرائيل، هناك ميل لتصديق أن التغيير الديموغرافي يجعلها غير قابلة للاستمرار على المدى الطويل. وبعد حرب الأيام الستة، كتب أحد الخبراء في صحيفة هآرتس بأنه لا يُمكن الاحتفاظ بالضفة الغربية لأن “معدل الزيادة الطبيعية للعرب سيفوق أعداد سكان إسرائيل في غضون أربعة عشر عامًا”. ولكن على أرض الواقع، وبعد مرور أربعة عشر عامًا، لم تتغير نسبة اليهود إلى العرب تقريبًا.
سياسات نتنياهو
يتباهى نتنياهو بأنه قد أعاد صياغة السياسة الإسرائيلية، وحرر اقتصادها من جذوره الاشتراكية، ووسع نطاق الدولة اليهودية عالميًا من الصين إلى روسيا، ومن أوروبا الشرقية إلى العالم العربي وأفريقيا. وتقوم سياساته على مايلي:
العمل الاستباقي: يقول نتنياهو: عندما تواجه إسرائيل تهديدًا وجوديًّا، فإنها تضع أمنها أولًا، وتفعل كل ما هو ضروري للدفاع عن نفسها. لذلك، أيد معظم الأمريكيين قرار ليفي أشكول بتوجيه ضربة استباقية في حرب الأيام الستة، وقرار بيغن بتدمير المشروع النووي العراقي عام 1981م، ويؤيدون قراري بمواجهة برنامج إيران النووي والسماح باتخاذ إجراءات ضدها، ولولاها لامتلكت إيران ترسانة نووية منذ فترة طويلة”.
اختراق إفريقيا: “بعد حرب 1973م، طُردت إسرائيل من كل بلد أفريقي تقريبًا، ولكن في السنوات الأخيرة، أصبح الخبراء الإسرائيليون في الزراعة وإدارة المياه والصحة العامة والاتصالات السلكية واللاسلكية مطلوبين بشكل متزايد فيها. والأهم من ذلك هو فتحها سياسيًّا، فالدول الإفريقية تضم نحو خمسين دولة، تمثل ربع دول الأمم المتحدة، وكانت جميعها تقريبًا تصوّت تلقائيًا ضد إسرائيل”.
فتح السوق الصينية: حول تجربته مع الصين، يقول نتنياهو: “مثل معظم القادة الغربيين، سرت على خط رفيع مع الصين. فقد أردت فتح السوق الصينية ، وجذب الاستثمارات الصينية. ومن ناحية أخرى، كنت صريحًا تمامًا بشأن وضع قيود واضحة على أنواع التقنيات التي سنتشاركها مع الصين، مع التوقف عندما يتعلق الأمر بالمجالات العسكرية والاستخباراتية. كان هذا التزامنا الرسمي مع الولايات المتحدة، التي نتشارك معها الكثير من هذه التكنولوجيا”.
بناء شرق أوسط جديد: يقول نتنياهو: “منذ إنشائها، وقعت إسرائيل اتفاقيتي سلام مع مصر والأردن. ومن خلال تفوق القوة الإسرائيلية والتقدم الاقتصادي والتكنولوجي وتحدي إيران، أصبحت إسرائيل حليفًا جذابًا للعرب. وبتجاوز الفلسطينيين، تمكنت في غضون أربعة أشهر من توقيع أربع اتفاقيات تاريخية مع أربع دول عربية. إنه شرق أوسط جديد”.
منع إيران من امتلاك القدرات النووية: يقول نتنياهو: “لم تعد القوة الرئيسة التي تسعى إلى إبادتنا هي العالم العربي؛ بل جمهورية إيران الإسلامية، فسعيها إلى التسلح بالأسلحة النووية لن يهدد إسرائيل وحدها بل العالم بأسره. نحن لن نعود إلى حافة الإبادة، فالإيرانيون يقولون: إن إسرائيل دولة القنبلة الواحدة، وأنه يمكن إبادتها بالأسلحة النووية. لذا، ليس هناك خيار إلا وقف تخصيبهم لليورانيوم وتفكيك منشآتهم النووية”.
منع التهديد الفلسطيني ومنع حق العودة: يرى نتنياهو أن هناك نوعين من السلام؛ سلام ديمقراطي بين دول ديمقراطية، وسلام الردع مع دول ديكتاتورية. والسلام مع العرب هو من النوع الثاني لأنها تشهد تعزيزًا للديكتاتورية والتطرف الإسلامي. فالسلام معها مبني على احتياجات إسرائيل الأمنية. لذلك، في أي تسوية سياسية: لا تقسيم للقدس، ولا عودة لحدود 67، وأن تكون المسؤولية الأمنية بيد إسرائيل، مع نزع سلاح المنطقة حتى لا تصبح الضفة الغربية نقطة انطلاق لهجمات مميتة يمكن أن تشل إسرائيل، ولا عودة للاجئين إلا للدولة الفلسطينية. فالعرب هم سبب المشكلة عندما حاولوا القضاء على إسرائيل عند ولادتها. وبينما استوعبت إسرائيل معظم اللاجئين اليهود الذين طردتهم الدول العربية؛ فلم تستوعب الدول العربية سوى القليل من إخوانهم الفلسطينيين، وحرمتهم وأحفادهم من الجنسية، ليتم استخدامهم كباشًا سياسية ضد إسرائيل.