مقالات
مقالات
-
الصبر الإستراتيجي في مواجهة الحروب الحديثة: قراءة في تحولات أدوات الردع بعد “طوفان الأقصى” وضرب إيران من الكيان الصهيوني
في زمن تتغير فيه طبيعة الحروب من ساحات تقليدية إلى ساحات هجينة تتقاطع فيها التكنولوجيا بالسياسة، وتختلط فيه التكتيكات العسكرية بالاستخبارات السيبرانية، أصبح من الضروري إعادة تقييم وسائل الردع التي كانت تُعَد لوقتٍ طويلٍ من ركائز الصراع طويل النفس، وفي مقدمتها "الصبر الإستراتيجي". في إطار الحروب الهجينة، تتفوق المبادرة والتوقيت على حجم القوة وعدد المقاتلين، وتُطرَح تساؤلات حول فعالية الصبر كخيار دفاعي وهجومي معًا، وهل له أن يصمد أمام خصم يُتقِن ضرب الأهداف الحيوية دون إعلان الحرب؟ لذلك، يطرح هذا…
-
الحرب الإسرائيلية الإيرانية؛ تعقيدات المشهد ومصير المواجهة
حددت إسرائيل هدفين رئيسن من حربها الحالية ضد إيران؛ القضاء على البرنامج النووي الإيراني، والتخلص من تهديد الصواريخ البالستية الإيرانية. وبينما تكتفي إسرائيل بإعلان هذين الهدفين؛ تتعامل بحذر مع هدف إستراتيجي ثالث أكبر، وهو إسقاط النظام الإيراني. غير أن تعقيدات المشهد الحالي، ومدى قدرة إيران على الصمود وإطالة أمد الحرب، وإيقاع خسائر كبيرة بإسرائيل من شأنها أن تضغط على المجتمع الإسرائيلي المنهك أصلًا من حرب تشارف على عامها الثاني، وتفسد المخطط الإسرائيلي. وترتبط تعقيدات المشهد بأوراق الضغط التي يمتلكها الجانبان؛…
-
ماذا تريد إسرائيل من الدروز في سوريا؟
تعتبر الطائفة الدرزية واحدة من الأوراق التي تستغلها إسرائيل للتدخل في الشأن السوري؛ وتعتمد في ذلك على الروابط الوثيقة، وأواصر القرابة التي تجمع بين أبناء الطائفة في سوريا ونظيرتها في إسرائيل، وتتيح لها الادعاء بأنها تتحرك لحماية أبناء الطائفة من أي اضطهاد قد يتعرضون له من النظام السوري الحالي.
-
المبادرات العربية؛ هل تحقق لإسرائيل ما لم تحققه بالحرب؟
كل المبادرات المطروحة، أو تصورات التوصل لاتفاق نهائي لوقف الحرب تراعي بشكل أساسي الشروط الإسرائيلية، وتكافئ دولة الاحتلال على جرائمها في القطاع، وتقدَّم للجماهير العربية وكأنها انحناءة ضرورية أمام الريح العاتية المتمثلة في فرض التهجير الذي طرحه الرئيس الأمريكي.
-
التكيُّف في زمن النار: كيف صمدت المقاومة الفلسطينية أمام الذكاء الاصطناعي والحرب الشاملة؟
في ظل حرب الإبادة الجماعية التي قام بها جيش الاحتلال الإسرائيلي ضد سكان قطاع غزة، وجدت المقاومة الفلسطينية نفسها تواجه آلة عسكرية متطورة تعتمد على تقنيات متقدمة في الذكاء الاصطناعي والتجسس الإلكتروني، مدعومة بتفوق جوي غير مسبوق. كما أن الاحتلال الإسرائيلي انتهج سياسة التدمير الشامل، فلم يترك شيئًا إلا واستهدفه، من المنازل والمستشفيات إلى المدارس، والبينة التحتية، وشبكات الاتصالات. ومع ذلك، أثبتت المقاومة قدرة استثنائية على التكيُّف، ليس فقط عبر التحركات العسكرية، بل من خلال ابتكار تكتيكات دفاعية إبداعية أربكت…
-
الوضع الاقتصادي في إسرائيل وأثره في الحياة السياسية
عانى الاقتصاد الإسرائيلي منذ الأيام الأولى للحرب آثارًا سلبية كبيرة؛ حتى إن الربع الأخير من عام 2023م، أي في الشهور الأولى من اندلاع طوفان الأقصى، شهد انكماشًا اقتصاديًّا بنسبة 20 بالمئة نتيجة نقص الأيدي العاملة في قطاع البناء، ومغادرة ما يقرب من عشرة آلاف عامل تايلاندي في القطاع الزراعي، ونحو ثلاثة آلاف عامل في قطاع التمريض، إضافة إلى استدعاء 300 ألف من قوات الاحتياط إلى الجيش الإسرائيلي[1]. تكلفة الحرب كانت تقديرات قسم الموازنة بوزارة المالية الإسرائيلية التي نشرت نهاية نوفمبر…
-
العلاقات المصرية الإسرائيلية في ضوء التطورات في الشرق الأوسط
لطالما صنفت إسرائيل السلام مع مصر باردًا، أو ربما باردًا جدًّا؛ وكثيرًا ما اعتبرت استمراره نتيجة لوجود مصالح مشتركة بين البلدين، وليس الرغبة الداخلية في دوامه. وتعتمد إسرائيل في رؤيتها هذه على استمرار شعور الشعب المصري بالعداء تجاه إسرائيل. ومن هذا المنطلق يميز الإسرائيليون على كافة الأصعدة بين النظام والشعب في مصر؛ فيقيمون السلام معها باردًا بناءً على الموقف الشعبي رغم مرور 55 عامًا عليه، على عكس السلام الدافئ جدًّا بين إسرائيل والإمارات الذي لم يكمل بعد خمسة أعوام منذ…
-
الثورة السورية من منظور الإعلام الإيراني
"في الوقت الذي كان بشار الأسد يغادر فيه العاصمة السورية دمشق، كانت وسائل الإعلام ووكالات الأنباء الوطنية تقول إن سقوط الأسد أمر مستبعد. وفي أخبار الصباح، كانوا يَصفون المعارضين السوريّين بأنهم إرهابيّين، ثم يصفونهم في أخبار الظهيرة بالمعارضين المسلحين". هذه العبارة مقتطفة من مقال نشرته صحيفة "جوان" الأصولية، التي انتقدت التغطية الإعلامية الإيرانية للأحداث في سوريا، ووَصَفتها بأنها "فضيحة كاملة"؛ لأن الإعلام الإيراني كان يقول إنه "ليس هناك شيءٌ يحدث في سوريا".
-
إسرائيل والتطبيع بعد عملية طوفان الأقصى
مثلت عملية "طوفان الأقصى" علامة فارقة في تاريخ التطبيع بين الدول العربية والإسلامية والكيان الصهيوني؛ فبعد أن عكس اتفاق أبراهام تنازلًا عن الحقوق الفلسطينية، وإهمالًا لمبدأ حل الدولتين الذي أقره اتفاق أوسلو، وصولًا إلى التنازل حتى عن المبادرة العربية التي أطلقها الملك عبد الله بن عبد العزيز، ووافقت عليها القمة العربية في بيروت عام 2002م، والتي تقضي باعتراف الدول العربية بإسرائيل وتطبيع العلاقات معها مقابل انسحابها من جميع الأراضي المحتلة منذ عام 1967م، وقبولها قيام دولة فلسطينية مستقلة، جاءت هذه…
-
حول التصور الإسرائيلي للأمن الملاحي في البحر الأحمر
لا تقتصر المشاكل التي تواجهها إسرائيل في البحر الأحمر على المخاطر العسكرية التي يسببها الحوثيون، فهي تمتد إلى الأضرار الاقتصادية والتجارية نتيجة حالة التهديد للسفن الإسرائيلية، أو المرتبطة بإسرائيل المبحرة في البحر الأحمر، علاوة على أن ما قام به الحوثيون أضر بقوة الردع الإسرائيلية، وأثر سلبًا على صورتها المتغطرسة لدى دول المنطقة.
- 1
- 2