غير مصنفمقالات

الحرب الإسرائيلية الإيرانية؛ تعقيدات المشهد ومصير المواجهة

حددت إسرائيل هدفين رئيسين من حربها الحالية ضد إيران؛ القضاء على البرنامج النووي الإيراني، والتخلص من تهديد الصواريخ البالستية الإيرانية. وبينما تكتفي إسرائيل بإعلان هذين الهدفين؛ تتعامل بحذر مع هدف إستراتيجي ثالث أكبر، وهو إسقاط النظام الإيراني. غير أن تعقيدات المشهد الحالي، ومدى قدرة إيران على الصمود وإطالة أمد الحرب، وإيقاع خسائر كبيرة بإسرائيل من شأنها أن تضغط على المجتمع الإسرائيلي المنهك أصلًا من حرب تشارف على عامها الثاني، وتفسد المخطط الإسرائيلي.

وترتبط تعقيدات المشهد بأوراق الضغط التي يمتلكها الجانبان؛ فبينما تمتلك إسرائيل الجو، وعنصر المبادرة، ومساعدات مباشرة وغير مباشرة من الولايات المتحدة ودول أوروبية، وقدرة على التخريب في الداخل الإيراني وإثارة الشعب ضد النظام من خلال مفاجآت نفذت بعضها، وتحتفظ بالكثير منها. فإن إيران في المقابل، تمتلك أوراق ضغط على المجتمع الإسرائيلي المنهك أصلًا وغير القادر على التحمل عبر مخزون صاروخي كبير، وأهداف عديدة يمكن ضربها في الداخل الإسرائيلي، وإمكانية التأثير في التجارة والاقتصاد العالميّين في الخليج العربي ومضيق هرمز.

إجماع إسرائيلي

تحظى الحرب التي بدأتها إسرائيل ضد إيران بتأييد واسع بين الإسرائيليّين، على المستوى السياسي والشعبي، وهو إجماع نابع من اعتبار الكيان الصهيوني، بكل مكوناته، إيران خطرًا وجوديًّا على إسرائيل. وعلى عكس الموقف من حرب غزة التي فقدت الإجماع الشعبي في الشهور الأخيرة، وباتت عبثية عند غالبية الكتاب والمحللين والعسكريين في دولة الاحتلال؛ فإن هذه الحرب لم يكن هناك مفر من خوضها. ما يعكس هذا الإجماع أن أشد المعارضين لنتنياهو، ومَن يتهمونه بالفساد وقيادة إسرائيل نحو الضعف والانهيار، يرون ضرب إيران قرارًا صائبًا. وينتمي الصحافي في صحيفة معاريف، بن كسبيت، إلى هذا الفريق الأشد عداءً لنتنياهو، لكنه رغم ذلك يقف معارضًا للمتشككين في جدوى هذه الحرب، ويرى أن قرار الحرب، وإن تأخر لسنوات، فهو مهم للغاية ومبرر تمامًا، حتى لو صبت النتائج في النهاية في صالح نتنياهو، وهو موقف ينبني من تمييزه بين عملية “عربات جدعون” في قطاع غزة واعتبارها حرب خداع، والحرب مع إيران وهي حرب بقاء لا غنى عنها[1].

وإذا كان نتنياهو يعاني من نقص واسع للشرعية في الوقت الحالي، كما يقول الصحافي في صحيفة “يديعوت أحرونوت”، ناداف إيال، فإن حربًا كتلك التي بدأتها إسرائيل تتطلب وحدة وثقة من الجمهور، وهذا ما دفع نتنياهو لإطلاع زعيم المعارضة يائير لبيد قبل الهجوم، وإن لم يعرض عليه الانضمام لحكومة وحدة وطنية، وهو عرض ربما يذهب إليه إذا تعقد الموقف في مقبل الأيام، حتى لا يفقد الإجماع على حربه ضد إيران في حال استمرت الحرب شهورًا.

ورغم ما تحظى به هذه الحرب من دعم شعبي وتماسك للجبهة الداخلية، فإن هذا الدعم يمكن أن يتراجع أو يتلاشى تدريجيًّا لو طال أمد الحرب، وأظهرت إيران قدرة على الصمود، وامتد الضرر إلى المجتمع الصهيوني، وتحولت الحرب إلى صراع إرادات وقدرة على التحمل. وهنا يجب أن نضع بعين الاعتبار أن البنى التاريخية والحضارية والجغرافية والسكانية التي تمتلكها إيران ويفتقدها الكيان الصهيوني تؤهلها أن تكون الرابحة إذا طالت المعركة، وتمنعها من التراجع أمام عدو كان أجداده رعايا للإمبراطورية الفارسية القديمة؛ حيث يصبح أي تراجع إضرارًا بالكرامة الإيرانية، خصوصًا وأنها، أي إيران، ليست تنظيمًا عسكريًّا يمكن أن يقبل ما تقبل به التنظيمات من اتفاقيات هي أقرب للاستسلام مثلما حدث لحزب الله في لبنان. وعلاوة على ذلك فإن التجارب التاريخية القريبة تؤشر على قدرة إيرانية أكبر على الصمود؛ وفي هذا السياق يعلق الصحافي الإسرائيلي، يوسي ميلمان، على الدمار الواسع الذي أحدثته الصواريخ الإيرانية قائلًا: “كانت النشوة قصيرة، لقد تساءلت صباح الجمعة عن ضرورة شن حرب ضد الإيرانيّين، لطالما عُرِف الشيعة بقدرتهم على التحمل، وتذكرت استعدادهم للتضحية مثلما برهنوا طوال ثماني سنوات في حرب استنزاف ضد العراق، أنصح أن نقلص خسائرنا وأن نتوجه إلى ترامب لوقف هذا الجنون باتفاق معقول، وإلا قد نضطر للتوسل لوقف إطلاق النار وسترفض إيران ذلك حينها[2].

الدور الأمريكي

ثمَّة نقطة إجماع أخرى في إسرائيل؛ خلاصتها أن إسرائيل وحدها لن تكون قادرة على إنجاز مهمة القضاء على البرنامج النووي الإيراني، وهو معنى تكرر على لسان خبراء وسياسيّين في الأيام الماضية، في مقدمتهم مستشار بنيامين نتنياهو، تساحي هانجبي، الذي أكد عدم امتلاك إسرائيل القدرة على القضاء على المشروع النووي الإيراني بالوسائل التقليدية، وضرورة التدخل العسكري للولايات المتحدة لتدمير منشأة فوردو، أو دبلوماسيًّا باتفاق يُفرَض على إيران[3]. وقد جاء مقال الصحافي في يديعوت أحرونوت، ناداف إيال، بعنوان “إسرائيل بدأت بقوة، والولايات المتحدة ملزمة بإتمام المهمة” ليُعبّر عما يعتقده كثير من الإسرائيليّين من ضرورة تدخل واشنطن في الحرب؛ وألا تكتفي بما قدمته في الأيام الماضية من دعم لوجستي وعسكري واستخباري لإنجاح الهجوم على إيران. ويتفق الإسرائيليون أن الضربة الإسرائيلية تمَّت وفق تنسيق كامل بين تل أبيب وواشنطن؛ ويَرى إيال أن ما يحدث هو أن إسرائيل تلعب دور الشرطي السيء، بينما تقوم أمريكا بدور الشرطي الطيب؛ فتضرب إسرائيلُ، وتقول الولايات المتحدة لسنا جزءَا من العملية، ونريد التوصل لاتفاق؛ وتنقل إسرائيل لترامب ما قالته في السابق لبايدن “سوف تنتهي المواجهة بالطبع باتفاق، لكن من الأفضل انتزاع واسع لقدرات إيران، ثم التوصل إلى اتفاق، من دون تسرع حتى لا تشعر طهران أنها صاحبة اليد العليا”[4].

وتتعامل إسرائيل بحذر فيما يتعلق باعتبار الهدف الأكبر من العملية الحالية تغيير النظام في إيران؛ لكنها تركز أساسًا حول الهدفين الآخرين. وسبب ذلك اعتقادها إمكانية تحقيق هذين الهدفين عبر الضربات الجوية شريطة المشاركة الأمريكية، أو التوصل لاتفاق يجبر إيران على تفكيك برنامجها النووي، ووقف تطوير الصواريخ؛ بينما لا يبدو إسقاط النظام أمرًا سهلًا. ومن ثم يمكن أن نفهم أن أهداف الحرب الحالية تتلخص في الإضرار الشديد ببرنامج إيران النووي، بحيث تضطر إلى اختيار مسار التفاوض مع الولايات المتحدة، وتوقيع اتفاق لا تختلف نتائجه كثيرًا عما حدث مع حزب الله في لبنان؛ بمعنى إجبار النظام الإيراني على الاستسلام.

ويتحدث الصحافي في معاريف، آفي كالو، عن أن ما جاء على لسان ترامب من إشادة بالهجوم الإسرائيلي، يفهم منه أن هذا الهجوم هو ورقة رابحة في المفاوضات التي تلعبها واشنطن مع النظام الإيراني منذ شهرين. وبالتالي فإن ترامب يقوم بالمزج بين التحرك العسكري الإسرائيلي والدبلوماسية الأمريكية، ويبقي الباب مفتوحًا للدبلوماسية للحيلولة دون اتخاذ إيران إجراءات مفاجئة؛ كالانسحاب من معاهدة حظر انتشار السلاح النووي، أو طرد مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أو أن تحدث اختراقًا سريعًا لبرنامج نووي على نطاق محدود، وهذه كلها تحديات تواجه إسرائيل رغم ما قامت به من إنجاز عسكري في ضربتها المفاجئة على إيران.

ما يثار في الصحافة الإسرائيلية ومراكز الدراسات وبين السياسيّين يظهر العلاقة بين واشنطن وتل أبيب في هذه الحرب وكأنها توزيع لأدوار بينهما، تمارس فيه الأولى خداعًا إستراتيجيًّا لصالح إسرائيل، وتهدد بالتدخل إذا تطلب الأمر، وتضغط على طهران في مراحل محددة، لتحمل الضربات الثقيلة وتجرع السم من أجل بقاء النظام[5].

ولا تقتصر الرغبة الإسرائيلية على اكتفاء واشنطن بالدور الدبلوماسي الضاغط فحسب، بل دفعها للانخراط في العمل العسكري مباشرة، وتذهب أكثر الكتابات الإسرائيلية إلى أن إخضاع إيران لن يتحقق إلا بانضمام الولايات المتحدة إلى الهجوم، وحسب تعبير بن كسبيت: “هم ما زالوا مترددين، وعلينا أن ندعوهم لحسم أمرهم، فطائرات B52 يمكنها أن تحقق ما لن يتمكن سلاح الجو الإسرائيلي من تحقيقه”[6]. ويرى آخرون أن العبارة المستخدمة على لسان بعض المسؤولين الأمريكيّين عن عدم نيَّة الولايات المتحدة الانضمام للهجوم “في هذه المرحلة” تحمل انطباعًا عن إمكانية انضمامها في مرحلة لاحقة إذا تطلب الأمر[7].

غير أن مقالة نشرها معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي ترى أن الولايات المتحدة أمام معضلة تتعلق بحجم تدخلها في العمل العسكري؛ وتجد نفسها أمام خيارين؛ بين رغبتها في عدم تورط عسكري مباشر ضد إيران، باستثناء ما تقوم به من مساعدة في اعتراض الصواريخ والمسيرات الإيرانية، وإدراكها أن التهديد الأمريكي المباشر وحده بالانخراط عسكريًّا والانضمام للحملة هو الذي يمكن أن يأتي بإيران إلى الاتفاق المطلوب. لكن السؤال يرتبط بما يمكن أن يدفع واشنطن للتدخل المباشر؛ والذي يحدده المحللون بواحد من عدة متغيرات؛ كالإضرار المباشر بالمصالح الأمريكية، أو تعرض إسرائيل لأضرار خطيرة، أو ضرب إيران أهداف إستراتيجية في دول حليفة لإسرائيل، أو فشل إسرائيلي مستمر في ضرب البرنامج النووي الإيراني ضربات مؤثرة رغم استمرار هجماتها، أو اتخاذ إيران قرارًا بإنهاء مراقبة وكالة الطاقة الذرية لبرنامجها النووي، أو إعلانها الانسحاب من معاهدة حظر انتشار السلاح النووي[8].

أوراق إيران وتعقيدات الحسابات

إذا نظرنا لخريطة حلفاء إيران، أو المتضررين المحتملين بخروجها ضعيفة أو خاسرة لهذه الحرب، نقف أمام مشهد معقد؛ يمكن أن يُضَرُ فيه بمصالح تنظيمات (حزب الله اللبناني) ودول (الصين، باكستان، تركيا) إذا لم تتخذ قرارات تراعي مصالح أمنها القومي.

فبالنسبة لحزب الله، فهو يمر بأسوأ فتراته تعقيدًا وضعفًا منذ تأسيسه، ومن المرجح، حسب الباحثة في معهد دراسات الأمن القومي، أورنا مزراحي، أن يبقى الحزب بعيدًا عن المشاركة في الحرب لعوامل مختلفة؛ أبرزها ضعفه بعد هزيمته في الحرب ورغبته في خلق حالة هدوء لاستعادة قدراته، واستمرار الهجمات الإسرائيلية على عناصره وبناه التحتية يوميًّا لمنع إعادة تمركزه في جنوب لبنان، وضغوط الدولة اللبنانية، التي تخضع لضغوط أمريكية وخليجية، من أجل نزع سلاح الحزب، وجميع المجموعات المسلحة، وجعل ذلك على رأس أولوياتها، وأن تكون هي صاحبة قرار الحرب والسلم. يعضد ذلك أن الدولة أعلنت إدانتها للهجوم الإسرائيلي على إيران، لكنها في الوقت نفسه وجهت رسالة واضحة إلى الحزب بعدم جر الدولة إلى صراع لا علاقة لها به. وبالتالي فإن حزب الله يبقى خارج دائرة الحرب الحالية، وإن كان من المبكر الحكم في استمراره على نفس الموقف، في ظل عدم معرفة طول أمد الحرب[9].

إذا انتقلنا للموقف الصيني، نجد أن تصريحات المتحدث باسم الخارجية الصينية جاءت متحفظة في اليوم الأول؛ حيث تجنب الإدانة الصريحة لإسرائيل، واكتفى بتصريح عن قلق “الصين إزاء هجمات إسرائيل على إيران، وأنها تخشى بشدة من العواقب الوخيمة المحتملة لهذه الأعمال، وتعارض أي انتهاك لسيادة إيران وأمنها وسلامة أراضيها، وترفض أي إجراءات من شأنها تفاقم التوترات وتوسيع نطاق الصراع”. وتنظر الباحثة في معهد دراسات الأمن القومي، جاليا لافي، إلى هذه التصريحات الصينية الفاترة باعتبارها رغبة في النأي بنفسها عن الأحداث وتجنب التورط في الصراع الإقليمي، فضلًا عن اعتقاد الباحثة معارضة الصين امتلاك إيران أسلحة نووية تعتبرها عاملًا يزعزع الاستقرار، ويضر مصالحها الاقتصادية والإستراتيجية في الشرق الأوسط. يضاف إلى ذلك، حسب الباحثة، أن الصين، في نطاق تعزيز علاقتها مع الدول العربية الرئيسة (السعودية، والإمارات، ومصر)، تحاول أن تتخذ مواقف متوازنة، ولا تجعلها محسوبة ضمن المحور الإيراني، علاوة على رغبتها في تحسين علاقتها مع إسرائيل، وبالتالي فهي حذرة من اتخاذ موقف يقوّض هذه الرغبة. بمعنى أن الصين توازن بين التزامها بمبادئ سياستها الخارجية ورغبتها في الحفاظ على نفوذها الإستراتيجي في المنطقة من خلال موازنة مواقفها بين طهران وتل أبيب والدول العربية[10].

لكن تعقيدات الوضع بالنسبة للصين أكبر مما ذهبت لافي؛ فالصين تعتمد على النفط الإيراني، ومن المنطقي أن تتخوف من تعرض إيران لحالة ضعف تخضعها للولايات المتحدة، وتخسر بها الصين مساحة تتحرك من خلالها في المنطقة. وهذا يعني أن بقاء الصين في مقاعد المشاهدين لا يخدم مصالحها. كما أن نتيجة كهذه لا تخص الصين وحدها، بل تمتد لدول أخرى، كباكستان وتركيا. فالأولى يمكن أن تكون هدفا مستقبليًّا بحكم كونها الدولة الإسلامية النووية الوحيدة، والتي اعتبرها نتنياهو في خطاب قديم له هدفًا تاليًا بعد إيران، علاوة على أن ضعف إيران لصالح إسرائيل يهدد الأمن القومي الباكستاني في ظل التعاون العسكري والإستراتيجي الكبير بين إسرائيل والهند، العدو المباشر لباكستان، ومن المحتمل أن هذه الحسابات هي التي دفعت إلى تصريحات باكستانية واضحة على لسان وزير دفاعها بالدعم الكامل لإيران، وإن ظلت أشكال هذا الدعم مجهولة. أما بالنسبة لتركيا فيمكن القول كذلك إن أية هزيمة لإيران هي تهديد بتهميش محتمل لها في المنطقة وأن تصبح إسرائيل هي من يقوم بهندسة المنطقة في حال انتصارها.

ويعني ذلك أن هذه الدول وغيرها ربما تجد نفسها مضطرة لمساعدة إيران في مواجهة إسرائيل، وهي مساعدة تبدأ من الدعم الدبلوماسي، وقد تمتد إلى أبعد من ذلك، مع بقاء أشكال الدعم طي الكتمان، وهو دعم قد تتطور أشكاله إذا أظهر النظام الإيراني صمودًا أكبر وأوقع خسائر كبيرة ومستمرة بالكيان الصهيوني.

وفي هذا السياق نشر موقع القناة 14 الإسرائيلية، الموالية للحكومة الحالية، خبرًا حول هبوط طائرات صينية في طهران الأحد 15 يونية، وعبور قوافل من الشاحنات الحدود الباكستانية الإيرانية، من دون معرفة محتويات ما تحمله الطائرات أو الشاحنات، وهو ما يثير تساؤلات حول إمكانية تقديم الصين وباكستان دعما لوجستيًّا أو عسكريًّا لإيران[11]. ومن المهم هنا التنبيه إلى أنه ورغم تعمد وسائل الإعلام الإسرائيلية نشر أخبار كاذبة تشكل بها ضغطًا على أطراف بعينها لثنيها عن أي مواقف داعمة لإيران، فإن أحدًا لا يملك أن يؤكد صحة مثل هذا الخبر أو تكذيبه.

تبقى هنا الإشارة إلى ثلاث نقاط سريعة؛ أولاها أن الأمن القومي العربي سوف يتضرر حتمًا في حال توسعت الحرب، أو إذا اختل ميزان القوى لصالح إسرائيل، إلا أن المواقف الرسمية الباهتة تكشف أن الأطراف العربية اختارت موقف الرضا بما يجري، أو الاكتفاء بالمشاهدة، بل وفي بعض الحالات الشعبية المتطرفة التعبير عن التشفي في إيران، وهي مواقف تظهر حالة الخلل التي أصابت العقل العربي. وثانيها؛ أنه ورغم الفوارق العسكرية الكبيرة لصالح الكيان الصهيوني وداعميه، فإن التنبؤ بمآلات الأحداث يبقى أمرًا صعبًا، وتظل إمكانية الاستيعاب من خلال حل دبلوماسي، أو طول أمد الحرب بين الطرفين، أو توسعها لتشمل أطرافًا أخرى إقليمية وعالمية كلها محتملة. لكن في كل الحالات، فإن أي نهاية للحرب من دون تحقيق أهدافها التي حددتها إسرائيل ستكون هزيمة لها، وقد تتعمق الهزيمة أكثر إذا تحولت الحرب إلى حرب استنزاف تستمر شهورًا طويلة. أما أخيرها فترتبط بما اعتادت إسرائيل اعتباره “تهديدًا وجوديًّا لها” وهو تعبير يعكس حالة نفسية يدرك أصحابها أنهم طارئون في المنطقة، وأن رحيلهم منها واقع.


[1]  – בן כספית: המלחמה באיראן, רבים כבר התחילו להעלות ספק בנוגע לנתניהו – אני לא איתם. מעריב 14/06/2025. https://tinyurl.com/26xevoco

[2] – https://tinyurl.com/27lxxcbs

[3]  – בן דרור ימיני: האופוריה מוקדמת מדי, המטרה נשארה הגרעין האיראני. ידיעות אחרונות 15/6/2025. https://tinyurl.com/274p9sgm

[4]  – נדב איל: ישראל פתחה, ופתחה חזק ומרשים – אבל ארה”ב תצטרך לסיים. ידיעות אחרונות 14/6/2025. https://tinyurl.com/2ckygkdt

[5]  – אבי כאלו: “דוקטרינת בגין” הדור הבא. ידיעות אחרונות 13/6/2025. https://tinyurl.com/226l7rd3

[6]  – בן כספית: המלחמה באיראן, רבים כבר התחילו להעלות ספק בנוגע לנתניהו – אני לא איתם. מעריב 14/06/2025. https://tinyurl.com/26xevoco

[7]  – אלדד שביט, צק פרייליך: מבצע “עם בלביא” הגיבוי האמריקני והדילמות של טראמפ. המכון למחקרי ביטחון לאומי 14 ביוני 2025. https://tinyurl.com/2xrl2vm8

[8]  – אלדד שביט, צק פרייליך: מבצע “עם בלביא” הגיבוי האמריקני והדילמות של טראמפ. המכון למחקרי ביטחון לאומי 14 ביוני 2025. https://tinyurl.com/2xrl2vm8

[9]  – אורנה מזרחי: לחזבאללה אילוצים המונעים ממנו לפי שעה להצטרף למלחמה. המכון למחקרי ביטחון לאומי 14 ביוני 2025. https://tinyurl.com/23nxsr6o

[10]  – גליה לביא: סין, איראן וישראל, דיפלומטיה זהירה בזירה בוערת. המכון למחקרי ביטחון לאומי 13 ביוני 2025. https://tinyurl.com/2apsm5xl

[11]  – שירה קריפס: מטוסים מסין ומשאיות מפקיסטן, איראן מקבלת עזרה מעוד מדינות. C14 15/6/2025. https://tinyurl.com/2y97ooug

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى