الخبر:
في خطاب غير عادي، بثه في مقطع فيديو عبر منصة (X) أو تويتر، يوم 9 أكتوبر 2024، اتهم قائد قوات الدعم السريع في السودان، محمد حمدان دقلو (حميدتي)، مصر بشن ضربات جوية على قواته، مؤكدًا أنها كانت سبب انتصارات الجيش السوداني الأخيرة.
قال حميدتي: “قواتنا في جبل موية بولاية سنار قرب الخرطوم قتلوا وضربوا غدرًا بالطيران المصري، وصمتنا كثيرًا على مشاركة الطيران المصري في الحرب حتى يتراجعوا لكنهم تمادوا الآن”.
وأضاف مخاطبًا قواته: “لقد هُزمتم بفضل القوة الساحقة والطائرات الحديثة مثل سوخوي وميج 29” للطائرات المصرية، وتسليم مصر طائرات مُسيَّرة حديثة لجيش السودان وضربكم بقنابل أمريكية.
وعقب خطاب حميدتي، وجهت قوات الدعم السريع، في بيان، تحذيرًا حادًّا لمصر، يوم 12 أكتوبر 2024، مؤكده أن لديها أسرى من الجيش المصري، ووصفتهم بأنهم “مرتزقة مصريّين”، وهو ما لم تعقب عليه السلطات في مصر أو القوات المسلحة المصرية.
واتهم قوات الدعم السريع الجيش المصري بأنه “ارتكب مجزرة بحق قواتنا”، واتهمته أيضًا بقتل 4 آلاف من قوات حميدتي يوم 15 أبريل 2024 في معسكر كرري.
كما اتهم الدعم السريع مصر بمد الجيش السوداني بذخائر وطائرات مُسيَّرة ودعم عسكري، ما يعني دخول مصر ضمنًا الحرب في السودان، واختيار الوقوف بجانب الجيش السوداني ضد قوات حميدتي التي وصفتها خارجية مصر بأنها “ميليشيا”.
التعقيب:
حتى الآن لا توجد أدلة تؤكد مشاركة الطيران الحربي المصري في قصف قوات الدعم السريع في جبل موية، سوى اتهامات حميدتي.
يُعتقد أن ترويج هذا الاتهام جاء بسبب الإعلان عن ضرب “طيران مجهول” لقوات حميدتي، وهي عبارة قيلت أيضًا حين شاركت طائرات مصرية في دعم قوات المتمرد الانقلابي خليفة حفتر في ليبيا.
هذه ليست المرة الأولي التي يتهم فيها قائد “الدعم السريع” مصر بالانحياز إلى الجيش السوداني في الحرب الدائرة منذ أبريل 2023.
وهو الثاني من نوعه، حيث قال في مقابلة مع قناة “الشرق” السعودية، في مايو 2024، إن الطيران المصري والطيران الأجنبي ضربا قواته في محلية كرري بمدينة أم درمان، والآن يقول إنه قتل في هذه الضربة من قواته 4 ألاف جندي.
مساعد القائد العام لجيش السودان، الفريق إبراهيم جابر، نفي مشاركة الطيران المصري في حرب السودان، مؤكدًا أنه “لو تدخلت مصر لتم التخلص من حميدتي وانتهت الحرب في أيام”، وأن غرض حميدتي من إطلاق هذه الاتهامات هو التقليل من قدرات الجيش السوداني.
قد تكون اتهامات حميدتي لمصر نوعًا من البحث عن شماعة لتبرير هزيمة قواته أمام جيش السودان بعدما انضم للجيش عناصر إسلامية قوية ولعبت دورًا في انتصاراته، ما ساعد على الحسم في عدة جبهات.
هذا التهديد من جانب حميدتي لمصر، جعل مصر وجيش السودان، عمليًّا، في جبهة واحدة ضد عدو واحد هو حميدتي وقواته، رغم أنه لا توجد جبهة قتالية لكي تشترك مصر مباشرة بجنودها وعتادها في المعركة.
سخر نشطاء مصريون من اتهام حميدتي الجيش المصري بدعم الجيش السودان ضد قواته، قائلين إن جيش السيسي لم يتحرك لحماية حدود مصر في محور فيلادلفيا، ولا حماية مياه مصر من خطر السَّد الإثيوبي، فكيف يتدخل عسكريًّا في السودان؟
بسبب لغة التهديد في خطاب حميدتي لمصر وتهديدات مساعديه لمصر، وجهت اتهامات عديدة من جانب مصريّين وسودانيّين للإمارات بأنها وراء خطاب حميدتي الأخير وأنها كتبت له التهديدات لمصر، لمنعها من التدخل.
المفكر السوداني تاج السر عثمان، قال إن اتهام حميدتي لمصر بقصف مليشياته محاولة لإيجاد مبرر لهزيمتهم في جبل موية، مستبعدًا أن يقصف السيسي “أدوات الإمارات” التي تدعم حكمه.
تهديدات حميدتي لمصر تنذر بالانتقال إلى مرحلة جديدة من التصعيد والمواجهات العسكرية في السودان، بعد الهزائم الأخيرة، ومزيد من الأعمال العدائية ضد مصر.
عقب خطابه الذي هدد فيه ضمنًا بالرَّد على مصر، خرج صحفي موالي للدعم السريع، هو “عبد المنعم الربيع” ليهدد مصر ضمنًا بضرب السَّد العالي، دون أن يوضح كيف، ما أظهر أن هذا تهديد إثيوبي.
وقال “الباشا طبيق”، مستشار حميدتي إنه حان الوقت لإيقاف كل الصادرات السودانية إلى مصر، مشددًا على أن خياراتهم مفتوحة للتعامل مع مصر”، وأتهمها بـ “احتلال حلايب وشلاتين وأم رماد، والسعي أن يكون السودان حديقة خلفية تحت السيادة المصرية للاستفادة من موارده الخام”.
المؤكد، وفق تقارير صحيفة أمريكية وغربية، أن مصر تدعم قوات الجيش السودان ولكنه دعم غير معلن وقليل حيث تخشي مصر من انتصار حميدتي لذا تحافظ علي مسافة للتفاوض معه مستقبلًا ولا تعلن بوضوح أنها مع جيش السودان ضده.