خبر وتعقيب

إطلاق نار عبر الحدود المصرية الاسرائيلية .. تهريب مخدرات أم فتح جبهة مصر بعد الأردن؟

الخبر:

يوم 9 سبتمبر 2024، أعلنت صحف ومواقع إسرائيلية، منها “حدشوت حموت”، والقناة 14 الإسرائيلية، أن “سيارة رباعية الدفع من طراز تويوتا مصرية أطلقت النار عند الحدود مع مصر تجاه جنود الجيش الإسرائيلي”.

صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية ذكرت أن مركبة رباعية الدفع دهست عددًا من الجنود على الحدود مع مصر، وأطلقت النار عليهم، ما أدَّى إلى إصابة ضابط بجروح.

جيش الاحتلال الإسرائيلي، قال إن السيارة دهست ضابط إسرائيلي وأصابته وهربت من مكان الحادث بسرعة.

القناة 14 الإسرائيلية رجحت أن ركاب السيارة “قد يكونوا مهربي مخدرات”؛ لأن “الجنود كانوا منخرطين في جهود لمنع تهريب المخدرات عندما انطلقت مركبة رباعية الدفع بسرعة نحوهم وحاولت دهسهم”.

كعادة مصر في الرد عبر “مصدر مصري رفيع المستوى” في القناة المملوكة للمخابرات (القاهرة الإخبارية)، نفت صحة ما تداولته وسائل إعلام إسرائيلية، بشأن إطلاق نار على الحدود.

وأكد المصدر أن ما حدث هو تبادل إطلاق نار بين قوة من حرس الحدود الإسرائيلي ومجموعة من المهربين في صحراء النقب.

ومعروف أن صحراء النقب تقع شرق سيناء، وتُعد جغرافيًّا جزءًا من شبه جزيرة سيناء، وكانت جزءًا من فلسطين تحت الانتداب، لكنها حاليًا تقع ضمن حدود دولة الاحتلال السياسية، ونصف سكانها من البدو العرب الذين بقوا في المنطقة بعد حرب 1948.

التعقيب:

  • كشفُ إسرائيل أن ما جرى هو إطلاق نار ودهس معًا، يطرح تساؤلات حول ما إذا كان ما جرى هو عملية تهريب مخدرات فقط، أم عملية فدائية ضد جيش الاحتلال؟
  • تأكيد الاحتلال أن السيارة “اندفعت بقوة” تجاه الاسرائيليّين لدهسهم وأطلقت النار يثير علامات استفهام حول صحة أنهم تجار مخدرات، لأن تجار المخدرات يهربون عادة ولا يندفعون باتجاه قوات الاحتلال لقتلهم، فهل هي عملية فدائية؟
  • هل يعني ذلك أن “جبهة مصر” قد تُفتَح ضد إسرائيل، بعد الأردن، التي قتل سائق شاحنة منها (كان ضابط شرطة سابق) 3 إسرائيليين عند معبر الكرامة؟ خاصَّة أن حوادث إطلاق نار سابقة جرت بالفعل عبر الحدود المصرية؟
  • لو كانت هذه عملية عبر الحدود المصرية ضد إسرائيل فهي ليست الأولي.
  • ففي يونيو 2023، تسلل الجندي المصري محمد صلاح إلى إسرائيل، وقتل 3 جنود إسرائيليّين، قبل أن يستشهد، وبرر الجيش المصري ما فعله بأنه كان يلاحق مهربي مخدرات!
  • وفي يناير 2024، أعلنت إسرائيل انطلاق رشقة صواريخ “جراد” من سيناء، وتمَّ اعتراضها في إيلات المحتلة (أم الرشراش المصرية).
  • كما شهدت مدينة طابا المصرية، في 30 أغسطس 2024، شجارًا بين مصريين وإسرائيليين داخل أحد الفنادق، ما أسفر عن إصابة 4 عمال مصريين، تردد أن أحدهم قُتِل، و3 سياح إسرائيليّين تمَّ تهريبهم، وادَّعي النائب العام حبسهم.
  • هل المصريون الذين أطلقوا النار ودهسوا الاسرائيليّين بالشاحنة هم فعلًا تجار مخدرات؟ أم إنها عملية فدائية أو ثأر لجنود مصريين تمَّ تشييع جنازاتهم سرًّا بمصر، وقيل إنهم قتلوا في سيناء علي يد جنود الاحتلال وسط صمت مصري؟
  • ما هي دوافع الذباب الإلكتروني المصري الرسمي من نفي واقعة إطلاق نار متبادل داخل صحراء النقب بين القوات الإسرائيلية ومهربي مخدرات، والزعم أن العملية كلها وقعت داخل الحدود الإسرائيلية في صحراء النقب، أمام الحدود المصرية الإسرائيلية، في حين أن إسرائيل أكدتها؟
  • وهل وقوع تبادل إطلاق النار والدهس قرب منطقة صحراء النقب له دلالة ما بحكم إنها موطن المشاريع العسكرية والأمنية الاستراتيجية لإسرائيل؟ وبها أقام الاحتلال أهم مشاريعه الاستراتيجية، مثل مفاعل “ديمونا” النووي وقواعد عسكرية وأمنية وقواعد جوية ومراكز التدريب والكليات العسكرية وسجون ومحطات تجسس؟
  • هل هناك علاقة بين ما جرى وبين ادعاء رئيس حكومة الاحتلال نتنياهو أنه يجري تهريب سلاح من سيناء لغزة عبر المنطقة الحدودية في محور صلاح الدين (فلادلفيا)؟
  • ولماذا حرص وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، يوم 9 سبتمبر 2024، على تكذيب الادعاءات الإسرائيلية بخصوص تهريب السلاح من مصر لغزة، وتأكيده تدمير مصر آلاف الأنفاق وهدم منازل مصريين كانت تستخدم كفتحات للأنفاق؟
  • هل هناك علاقة بين حوادث الحدود والتوتر الحالي في العلاقات وزيارة رئيس الأركان المصري لمنطقة الحدود ونقل مصر قوات مدرعة للمنطقة (د) وخرق اتفاق كامب ديفيد، ردًّا على الخرق الإسرائيلي باحتلال رفح ومحور صلاح الدين (فيلادلفيا)؟
  • وهل هناك علاقة لذلك بتأكيد موقع i24 العبري، أن مصر تؤخر بشكل مقصود الموافقة على وصول السفير الإسرائيلي الجديد إلى القاهرة على خلفية التوترات الأخيرة حول المحور الحدودي، وأنه لأول مرة، لا يوجد لإسرائيل سفير في مصر منذ أسبوعين؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى