خبر وتعقيبغير مصنف

مقترح أمريكي بنقل مقاتلي حماس خارج رفح.. ورفض مصري لاستقبالهم

الخبر:

نقلت صحيفة “العربي الجديد“، في 10 نوفمبر 2025م، عن مصدر مصري رفيع أن مصر ترفض سيناريو نقل مسلحي حماس إلى أراضيها لاعتبارات أمنية وإستراتيجية تتعلق بأمن سيناء واستقرار الحدود.

وزعمت صحيفة “يديعوت أحرونوت”، أن الولايات المتحدة تضغط على إسرائيل للسماح بـ”مرور آمن” لما يقارب 200 من مقاتلي حماس في رفح، بحيث تستسلم هذه العناصر وتضع أسلحتها، وفي المقابل فسوف يحصلون على عفوٍ أو يُنفون لدولة ثالثة.

وزعم تقرير للقناة 12 الإسرائيلية أن خطة الولايات المتحدة هي احتجاز مقاتلي حماس في دولة ثالثة لعدة سنوات، ثم عودتهم، وأن “يتعهد مقاتلو حماس في رفح بعدم العودة إلى أنشطتهم (المُقاوِمة)، وتسليم أسلحتهم.

نفت كتائب القسام ذلك ضمنًا، مؤكدةً أنه “لا يوجد في قاموسها مبدأ الاستسلام”، وعلى الاحتلال أن يتحمل مسؤولية الالتحام مع مقاتليها في رفح.

لكن مصدر في حركة حماس قال لقناة الأقصى، إن الحركة تجري مفاوضات مع الوسطاء، بشأن المقاتلين العالقين في نفق داخل مدينة رفح، لافتًا إلى “تعقيدات ومماطلة من الاحتلال”، وسط محاولاته للتضليل، بتسريب الاحتلال عبر إعلامه السماح للعالقين في النفق بالمغادرة.

التعقيب:

لا يوجد أي أساس لما تروجه صحف الاحتلال عن خطط أمريكية لنقل ما بين 150 إلى 200 من مقاتلي كتائب القسَّام من رفح لدولة ثالثة (مصر) أو قيامهم بتسليم أنفسهم لإسرائيل. والمصادر الفلسطينية ترى أن الترويج لهذه الأنباء هدفه الحصول على أي معلومات عن مقاتلي رفح في الأنفاق لقتلهم.

ما قاله مسؤولون أمريكيون لصحف أمريكية وإسرائيلية هو أن الإدارة الأمريكية ترى أن بقاء مقاتلي القسام في أنفاق رفح، يشكل “مصدر توتر، أدى إلى تصعيدين خطيرين، وقوض وقف إطلاق النار، ويريدون تفكيك هذا اللغم”، والسبب هو قيام مقاتلي القسام بقصف مدرعة إسرائيلية وقتل ضابط، ما دفع الاحتلال للقيام بخرق وقف إطلاق النار والقيام بعمليات قصف أدت لمقتل قرابة 100 فلسطيني.

وأضاف المسؤولون أن “إدارة ترامب نقلت أيضًا إلى إسرائيل رسالة مفادها أنه يمكن إعطاء ضوء أخضر لمقاتلي حماس في رفح بالخروج من الأنفاق والذهاب لدولة ثالثة، بحيث يَتحوَّل هذا المقترح إلى مشروع تجريبي، لنزع سلاح حماس في غزة”، لكن تمَّ نسج قصص عن 200 مقاتل في رفح تطلب أمريكا خروجهم سالمين وترفض إسرائيل.

المسؤولون الأمريكيون ذكروا أن التوجُّه الرئيس حاليًا لحل الأزمة في رفح، هو نفي مقاتلي رفح “مؤقتًا” إلى دولة ثالثة لكن لم يتم العثور حتى الآن على دولة مستعدة لاستقبالهم.

موقف مصر من رفض استقبال مقاتلي حماس عبر رفح ليس مجرد رفض طلب أمريكي فقط، بل هو ناتج عن مزيج من الاعتبارات الأمنية، خشية وجود مقاتلي حماس في مصر واحتمالات قيامهم مستقبلًا بهجمات عبر الحدود ضد إسرائيل تُشعِل الحرب، رغم استبعاد مصادر فلسطينية لذلك، كما أن استيعابهم سوف يُغير طبيعة الحدود ويفتح الباب إلى تداعيات كبيرة على سيناء والأمن القومي المصري.

من الأسباب الأمنية والإستراتيجية لرفض مصر استقبالهم – لو صَحَّت الأخبار – هو أن مصر تخشى أن دخول مقاتلي حماس إلى سيناء أو بالقرب منها يَعني انتشارًا أكبر للمقاتلين والأسلحة، ما يُضعِف الأمن المصري في منطقة شبه جزيرة سيناء، التي تشهد فعليًّا نشاطات جماعات مسلحة متعددة.

مصر الرسمية حريصة على معاهدة السلام مع إسرائيل، وسَبَق أن صرحت بأنها ترفض أي انتشار مصري أو إسرائيلي عسكري دائم في ممر صلاح الدين بمنطقة رفح، حفاظًا على المعاهدة الأمنية مع إسرائيل، إذ أن الحدود بين غزة ومصر مرتبطة باتفاقية كامب ديفيد، ومصر تعتبر أن أي دخول جيش أو مقاتلين عبر رفح بدون تنسيق يعني انتهاكًا للسيادة المصرية.

مصر تحتفظ بدور الوسيط في الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني، وتحركها مبني على مبدأ أن ما يخص غزة هو “شأن فلسطيني داخلي”، لذا ترفض الدخول في مسألة استضافة مقاتلين ولو لفترة مؤقتة رغم أنها استضافت قوات السلطة الفلسطينية حين هزمتها حماس وسيطرت على غزة عام 2007م، ولا تزال قوات محمد دحلان في سيناء والقاهرة حتى الآن.

استقبال مقاتلين من حماس أو تسهيل خروجهم عبر رفح يفتح الباب أمام موجة نزوح أو نشاطات مسلحة داخل سيناء أو الحدود المصرية، مما يزيد العبء الأمني والإنساني على مصر.

في ذات السياق، انتشرت تقارير تؤكد أن مسؤول أمني مصري قال إن الوسطاء المصريّين اقترحوا، مقابل المرور الآمن، أن يُسلِّم المقاتلون، الذين ما زالوا في رفح، أسلحتهم إلى مصر، ويُقدموا تفاصيل عن الأنفاق هناك لتدميرها، لكن لم يصدر أي تأكيد من مصر وحماس لهذه الأنباء، وقد تكون مقصودة لتوريط القاهرة مع حماس، خاصَّة أن صحف تل أبيب تروج لها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى